وداعا مصطفى بلقايد الدراج البطل و المبدع الإنسان

ودعت الرياضة الوطنية مصطفى بلقايد الدراج المغربي و في رحيل الرجل يودع المبدعون وطنيا حمل الإبداع في القلب و الوجدان ، رجل بصم المسار بالمبادرات الرياضية و الفنية و الإجتماعية …

مصطفى بلقايد من مواليد أربعينيات القرن الماضي في الدار البيضاء ، نشأ في درب المعيزي و درب بلعالية بدرب السلطان حيث فتح عينيه على مجموعة من المواهب …أحمد بن أحمد بهلول - محمد الكورش…إضافة أقل فنانين مسرحيين و مغنيين و لاعبي الكرة.

و إلتحق بفريق الرجاء لسباق الدراجات رفقة محمد الكورش برغبة من رئيسه بلخدير و تألقا مع ثم تحولا إلى النادي البلدي البيضاوي و منه إلى المنتخب الوطني ، و أحرز السي مصطفى أول ميدالية ذهبية للدراجة المغربية و كانت في الألعاب المتوسطية - نابولي 1963 و جاء الحدث أياما قليلة بعد ميلاد سمو الأمير ولي العهد سيدي محمد جلالة الملك حاليا …و أحرز الوفد المغربي في تلك الدورة المتوسطية 09 ميداليات 03 منها إنتزعها مصطفى بلقايد ممتطيا دراجته، و في المناسبة أبلغه سفير المغرب تهنئة و تنويه جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني .. و كان الراحل متألقا في سباق الحلبة و السرعة ضد الساعة

و في السبعينيات إنتقل إلى فرنسا و هناك أيضا حمل هم الإبداع المغربي و نظم العديد من التظاهرات و أشرك الفنانين جيل جيلالة و لطيفة أمال و عبد الهادي بلخياط في سهرة بمسرح الأولمبيا في حدث دولي غير مسبوق ، و في الوسط الفني تزوج سيدة الطرب المغربي نعيمة سميح و ساعدها على التألق أكثر كما أقام تظاهرات رياضية في باريس ضمنها مباراة جمعت نجوم الكرة المغربية بنظرائهم في فرنسا و مباراة جمعت الوداد ب ريد ستار و أبطال المصارعة المغاربة مع رياضيي فرنسا.

و ساهم في رجوع اللاعب جوست فونطين إلى المغرب و تدريب المنتخب الوطني ، و بالتظاهرات و التجمعات الفنية الرياضية قدم السي مصطفى دعما هانا للديبلوماسية المغربية ماديا و معنويا …و إرتبط الرجل بالوطن عبر الإبداع خلال أكثر من نصف قرن من الزمن بطلا و مهووسا بالفن و منخرطا في قضايا الوطن بحب و صدق و في زيارة له و هو يصارع الألم كان محاطا بدفء الزوجة السابقة الفنانة نعيمة سميح التي حظي بدعمها رفقة إبنه شمس و بنته سناء و أصدقائه أقربهم الوفي حسن بلحاج.

.و كعادته ، و في نوستالجيا إستمر السي مصطفى يحكي عن الزمن الجميل مع الدراجة و مع رفيقة الدرب نعيمة سميح و مع المبدعين في الوطن ،و كان يصارع الألم في صمت و بإيمان قوي ينتظر لقاء الله في كل وقت وحين …

ودعت العائلة و الرياضيون و الفنانون مصطفى بلقايد و تم نقل الجنازة ظهرا من المنصورية إلى بنسليمان حيث ووري جثمان الراحل الثرى …تعازينا الصادقة إلى عائلة بلقايد و إلى سيدة الطرب نعيمة سميح و إلى شمس و سناء و إلى أسرة الإبداع في الوطن راجين من الله أن يسكن الفقيد فسيح الجنان و يلهم الجميع الصبر و السلوان …..إنا لله و إنا إليه راجعون.